abuhadji2008
عدد الرسائل : 215 العمر : 37 الموقع : www.rifline.tk تاريخ التسجيل : 03/04/2008
| موضوع: حـيـنـمـا يـفـقـد أسـامـة رجـالـه !! الإثنين أبريل 14, 2008 5:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
لم يدُر في خَلَد أسامة بن لادن أن يتخلّى عنه رجاله فجأة و بلا مقدمات ! و إن دارَ في خلده ذلك فسرعان ما يبعده بذكر الله و ترديد العبارة التي لا تخلو كلماته منها و هي لا حول ولا قوة إلا بالله ، لأنه يدرك تماماً أن الحول و القوة هي من الله ولا سبيل إلا النصر إلا بالاستعانة بالله ، حتى و إن تخلّى الرجال عنه و تركوه يصارع أمواج الكفر لوحده ! حتى و إن اختفى بعض رفاقه في غياهب السجون و سراديب الطغاة يبقى ماضياً في دربه و كأن الأمر لا يعنيه ! حتى و إن اتهم بالإفساد و التخريب و العبث ، يمضي رافعاً رأسه مفتخراً بما يفعل ! حتى و إن تنكرت له الدول قبل الأفراد يسير ل يأبه بأي شيء ! و هذا ما يثير الدهشة و العجب في حياة هذا الرجل العصاميّ .
لقد فارقه الرجال خَلْفَ الرجال ، و هو على فراقهم يتقلب بين الفرح و الحزن ، يفرح لأنهم فارقوه ثابتين على مبدأهم ، و يحزن لأنهم رحلوا في وقتٍ هو أشدّ ما يكون لوجودهم بجانبه ! و لعلنا نذكرُ بعض سِيَرِ أولئك الرجال لكي لا أتهم بأنني أنسج من الخيال أفكاراً و قصصاً لجذب المزيد من القرّاء ! فلا يحرص على كثرة القرّاء إلا مرضى الأفكار الذين يشعرون بالنقص في رجولتهم و مبادئهم ، و ما أكثرهم في المنتديات التي وجدوا فيها المتنفس لبثّ سمومهم القاتلة للعقيدة و المبادئ .
لقد كان لبعض الشباب قصبُ السبق في إشعال فتيلة الجهاد في أفغانستان و على رأسهم أسامة بن لادن و الذي كان الجسر الواصل بين الجزيرة و أفغانستان ، و حينما التقى بالشيخ عبدالله عزام رحمه الله أثمر اللقاء الثمرة الطيبة التي لا زلنا نشعرُ بطعمها بين الفينة و الأخرى ، و لك أن تتخيل حماس الشباب متمثلاً بشخص أسامة الكريم و بالعلم متمثلاً بالشهيد عبد الله عزام رحمه الله .
و في لقاءٍ بين الجبلين دار هذا الحوار ..
أسامة : يا شيخ عبد الله جزيت الخير و بارك الله بعلمك و عمرك فمنذ زمنٍ و أنا أرغب بمقابلتك و أدعو الله أن يتيسر اللقاء بك لما علمته من غيرتك على دينك و أمّتك و قد بلغني أنك تركت التدريس بالجامعات و رغبت باللحاق بإخوانك المجاهدين طمعاً بنصر الدين و الجهاد و الاستشهاد
عزام : بارك الله فيك يا بني و أسأل الله أن يكسبنا شرف خدمة دينه ، و بالنسبة للجامعات يا بنيّ فلم أجد فيها إلا أكوام القاعدين و قد تأذيت مراراً من أنّات الخوالف العاجزين ، لم أستطع العيش معهم فالحياة بينهم لا تطاق ، فوالله إنهم لا يزيدونك إلا إرجافاً و تخذيلا
أسامة : الحمد لله الذي أنار بصيرتك يا شيخ عبدالله و أنقذك من مجتمع المرجفين
عزام : إسمع يا بنيّ هذه الوصيّة و خذها منّي و بلغها من وراءك من إخوانك المجاهدين ، فلعل الله أن يقضي بفراقنا ثم لا نلتقي ! فإني أشعر بقرب رحيلي و دنوّ أجلي !
أسامة : أمدّك الله بالعمر على طاعته يا شيخ عزام : لقد كنت يا أسامة في أفضل عيشٍ حينما كنت أدرّس في الجامعة ، و كنت في مكانٍ أظنّ الكثير يتمنّى أن يصل إلى ما وصلت إليه ، لكنني فضلت الخنادق على الفنادق ، و رغبت في حمل السلاح و لقاء العدوّ لأنني أدركت أن الرجال الحقيقييّن هم المجاهدين لذلك ها أنت تراني في أفغانستان أنتقلُ من جبهةٍ إلى أخرى و أنزل من جبلٍ و أصعد آخر ، الجهاد يا أسامة هو الحلّ المفقود و هو الطريق للنهوض بالأمة من جديد ، فإياك إياك يا أسامة أن تترك الجهاد و تتّبع أذناب البقرِ فإنّي و الله أحببتك يا أسامة و ألمحُ في وجهكَ القائد الذي سيدكّ معاقل الإفساد ويمرّغ أنوف الطغاة بالطين ، و لتعلم يا أسامة أن نبيّك صلى الله عليه و سلم و صحابته رضي الله عنهم كانت حياتهم بين المعارك لم يقرّ لهم قرار حتى سادوا الأرض و نشروا دين الله ، فسِر كما ساروا يا أسامة و كُن نِعْم السائر ، و أبلغ وصيتي من خلفك ! أسامة : بارك الله فيك يا شيخي الحبيب و أوصيك بتبليغ ما أمرتني به و أن أرفع راية الجهاد قدر استطاعتي
ثمّ يصل خبر استشهاد الشيخ عبدالله عزام رحمه الله لأسامة فلا يملك إلا أن يذرف الدمع و يتذكر تلك الوصيّة
و كأني به حينها يردّد ..
ياشيخنا يا قائد العلماء
هذا سلامي مرسل وبكائي
هذا نحيبي من فؤاد نازف
قد بات مكلوما من الأرزاء
يهدي اليك القلب ألف تحية
ممزوجة بمحبتي وحيائي
فتحيتي شوق ، وحبي دائم
ملئا بصدق مشاعر الشعراء
شيخي الحبيب ألا قرأت رسالتي
هلا سمعت الآن صدق ندائي
أنا لست أرسل صرختي لك راثيا
لكن حزني ها هنا ورثائي
لمعاشر العلماء في أوطاننا
لجماعة الخطباء والفقهاء
مذ أن رحلت عن الديار وحالنا
تشقى لكل مصيبة وبلاء
طفنا البلاد نروم شيخا عالما
يعلي اللواء بقوة وإباء
يحمي العقيدة مخلصا ومثابرا
يحكي لنا عن قصة الشهداء
قلنا لهم : من للجهاد يقودنا
ليرد عنا وثبة الأعداء
لكنهم غابوا ، وتاه نضالهم
حملوا العصا .. لكن بدون لواء
علماء أمتنا تفرق شملهم
كالجسم بات ممزق الأعضاء
وطني الحبيب أما لجرحك عالم
يشفي الجراح بمصحف ودعاء
ياشيخ .. أين الحق إذ تدعو له
بتواضع ومحبة ووفاء
الحق أضحى في بلادي سلعة
للبيع ، كالأوطان دون شراء
أوطاننا جرح تتابع نزفه
حتى غدت كالساحة الحمراء
ياشيخنا عذرا فهذا حالنا
هل بعد هذا الحال من سراء
ندعو الإله بأن يفر ج كربنا
ويزيل ما بالناس من بأساء
ليعود شرع الله يحكم بيننا
بكتابنا.. بالسنة الغراء
و تمرّ الأيام حاملةً المزيد من فراق الأحبّة
و بينما أسامة ينظف سلاحة تحت تلك الشجرة إذ أحد المجاهدين يلقي السلام جالساً بجانبه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسامة : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أهلاً يا شفيق
شفيق : أهلاً بك يا أبا عبدالله
أسامة : كيف هي أخبار أبيك ؟ ألا يزال غير راضيٍ عن مجيئك إلى هنا ؟
شفيق : نعم لا يزال و في آخر اتصالٍ يقول لي عُد فإني غير راضي
أسامة : و على ماذا عزمت يا شفيق ؟
شفيق : لقد تعلمتُ منك يا أبا عبدالله أن أنظر إلى مراد الله سبحانه و تعالى و أن أترك البشر جميعهم ، فالله سبحانه و تعالى أمرنا بالجهاد و رغبنا في الشهادة في سبيله و اشترى أرواحنا بالجنة و الشرط هو القتال ، و لن أترك الجنة و أتخلّى عن الشرط و أبخل بنفسي على الله
أسامة : بارك الله فيك يا شفيق و أسأل الله أن يعوّض والدك شفاعتك له يوم القيامة
شفيق : أرجو منك يا أبا عبدالله أن تخصّني بدعوةٍ في ظهر الغيب بأن يقبلني الله شهيداً فإني رأيت رؤياً في منامي شعرت أنها إشارة الرحيل و تذكرة السفر لجنّات الخلود
أسامة : أسأل الله أن يبلغك منازل الشهداء بعد عمرٍ مديدٍ في ساحات الجهاد
و بعد أيّامٍ يصل لأسامة خبر استشهاد البطل شفيق ابراهيم في جلال أباد بعد مواجهةٍ مع العدوّ الروسي ، حينما كان يغطّي انحياز رفاقه المجاهدين و لم يعثر له على أثر لأن الله سبحانه و تعالى قد استجاب دعائه بأن لا يجعل الله له قبرا .
و يبقى أسامة يردّد بعد رحيل شفيق ..
ومضى شفيق … كالشهاب بومضه وعبوره … كالكوكب الدري قد ملأ السماء بنوره … كالبلبل الصداح عاد لشدوه وصفيره … كالجدول الرقراق يشجي القلب صوت خريره … ومضى شفيق … لست أدري كيف نحيا بعده … أم كيف ننسى ذلك الماضي وننسىوجده … ما كان يعشق طفلة غيداء تعشق شدوه … بل كان يعشق زمهرير الحرب يصنعمجده … ومضى شفيق … والجبال تميد تصرخ حولنا …. أرى نسوة يصرخ ذعراً منترى يبقى لنا … وضجيجهن ومن سيحميهن من دنس الخنا … عد يا شفيق مجدداً … عد ياشفيق مجدداً … هلاّ رحمت بكائنا … ومضى شفيق … والزمان يسير هوناً في فتور … هي عبرة الماضي وصوت الحق صداح جهور … والحق أبلج ساطع … والحق محفوف بنور … من أجله قتل شفيق فيا لعربدة الفجور … إن كنت أنسى … لست أنسى ذلكاليوم العصيب … يوم التفاف الخصم حول عرينه الصعب المهيب … وتراجع الأبطال كلللقيادة مستجيب … ومضى بمدفعه وحيداً يدفع الموت الرهيب… ويقول دعني عل ماأرجوه من أمل قريب … وتوالت الضربات والأهوال ترقص حوله … والشر يهتف صارخ … هذا شفيق … فمن له … ثم انقضى … وجاء ما يرجوه … صار حياله … وتناثرتأشلاءه ودماءه سعداً له … ومضى شهيداً خالداً … ومضى أخيّا هناك … يسكن فيالقصور و في الجنان … ويطير من غصن إلى غصن … يحييه المكان … حور وأطياروأنهار وشكر و امتنان … يلقى الأحبة غادياً …
و يروح تصحبه الحسان ... ومضى شفيق … ويحكم تدرون منهذا شفيق … ومضى شفيق … يحيي شباباً صادقاً عرف الطريق … صنعوا لنا التاريخ … والآمال … والمجد العريق … بدمائهم وجهادهم … وضعوا المشاعل في الطريق
إن الشيخ عبدالله عزام رحمه الله و الشهيد بإذن الله شفيق إبراهيم المدني لهما أبرز مثالين على الرجال الذين فقدهما أسامة بن لادن حفظه الله ، فالأول شيخه و الثاني طالبه .
و لا زال يفقد الرجال تلو الرجال و هو صابرٌ محتسبٌ يسليه أنه سيلقاهم في الجنة إن شاء الله ، و لو لم يفقد في مسيرته الجهادية إلا هاذين الجبلين لكانت صعبةً على نفسه فما بالك و أنه لا يكاد يمرّ به الشهر و الشهرين إلا و يودّع وفداً من رجاله ، و لئن كان الفقد فيما مضى فجأةً فإن الفقد الآن متعمّداً لأنه يصنع الفقد بنفسه حينما يودّع رجاله و هو يحزِمُ على خواصرهم الأحزمة الناسفة التي هي ( البوردنق ) لصعود أقرب الرحلات إلى الفردوس بإذن الله .
و في الختام هذه همسات جمعتها على عجالةٍ من ذهني المشتت ..
( الهمسة الأولى إلى علماء السلطان )
و بصريح العبارة : لن تبلغوا المجد حتى تصنعوا ما يصنع أسامة و إلا فتجرّعوا الذلّ كل يوم
( الهمسة الثانية إلى أحباب أسامة )
أبشركم أن الرؤى تواترت على أنه محفوظٌ بحفظ الله و لن يصلوا إليه
( الهمسة الثالثة إلى القاعدين )
سيفتح باب الجهاد قريباً على مصراعيه و حينها ماذا تفعلون ؟ و بأي عذرٍ تعتذرون ؟
( الهمسة الرابعة إلى سلمان العودة )
رضا الناس غاية لا تدرك !
------------------------------ منقول | |
|