القنصلية اليونانية في مدينة بوردو الفرنسية بعد تعرضها لهجوم بقنابل حارقة (الفرنسية)
تجددت المصادمات بين المتظاهرين ورجال الأمن في اليونان لليوم السادس على التوالي وسط توقعات بوقوع المزيد من أعمال الشغب على خلفية مقتل فتى برصاص الشرطة، والاستياء العام من حكومة رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس التي رفضت دعوات المعارضة للاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة.
وذكرت مصادر إعلامية أن مجموعة من الطلبة المتظاهرين هاجموا الخميس عددا من مراكز الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة في مواقع مختلفة من العاصمة أثينا وسط أنباء عن إصابة شخص على الأقل.
كما أفادت مصادر أمنية بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين متظاهرين وقوات الشرطة أمام سجن كويرودالوس الذي يعتبر من أكبر السجون في العاصمة أثينا، في الوقت الذي خرج إلى الشوارع مئات من الطلبة الذين رفضوا الالتحاق بمدارسهم.
احتجاجات متواصلة
وفي نفس السياق اشتبك الخميس طلبة يحتلون عددا من مرافق جامعة أثينا مع الشرطة متعهدين بمواصلة احتجاجاتهم خلال الأيام القليلة المقبلة على خلفية مقتل الفتى أليكيس غريغوربولوس السبت إثر تعرضه لرصاص الشرطة، إلى جانب الاعتراض على بقاء الحكومة المحافظة على رأس السلطة في البلاد.
ودعا طلبة وأساتذة الجامعات لتسيير مظاهرة حاشدة الجمعة في نفس المكان الذي أطلقت فيه النار على الفتى، بالإضافة إلى مظاهرات أخرى خلال الأسبوع المقبل لم تحدد مواقعها بعد.
الشرطة اليونانية وسط القنابل الحارقة في أحد شوارع أثينا (الفرنسية)
عدوى المظاهرات
وانتقلت العدوى إلى بعض العواصم الأوروبية التي تعرضت فيها السفارات اليونانية لهجمات متفرقة قام بها شبان مؤيدون للمظاهرات التي تشهدها العاصمة أثينا ومدن أخرى.
ففي كوبنهاغن أعلنت الشرطة الدانماركية الخميس اعتقال 63 مؤيدا لحركة الاحتجاج الطلابية اليونانية من ضمن 159 فردا شاركوا الأربعاء في مظاهرات ألقى أثناءها المشاركون بالحجارة وعبوات الدهان على عناصر الشرطة.
وأضافت الشرطة أنها أطلقت الخميس بعض المعتقلين بعد فرض غرامات مالية بحق البعض بعد اتهامهم بعدم الانصياع لأوامر رجال القانون.
وفي إسبانيا قالت متحدثة باسم الشرطة الخميس إنه تم اعتقال 11 شخصا على الأقل عندما قام أكثر من مائتين بمهاجمة مركز للشرطة ومصارف ومحال تجارية في العاصمة مدريد الأربعاء.
وفي برشلونة أوضحت متحدثة باسم الشرطة أن فتاة يونانية وأخرى لم تحدد جنسيتها اعتقلتا أثناء مشاركتهما في مظاهرة الأربعاء تأييدا للطلبة اليونانيين الذين يتظاهرون في عدد من المدن اليونانية منذ السبت الفائت.
وقف الإضراب
في الأثناء عاد معظم الموظفين اليونانيين إلى أعمالهم بعد الإضراب الذي دعت إليه الأربعاء نقابتا العمال في القطاعين الخاص والعام ردا على السياسات الاقتصادية التي أقرتها حكومة كوستاس كرمنليس بالنسبة للخصخصة وقانون التقاعد ورفع الدعم الحكومي عن التعليم العالي.
وقبيل توجهه إلى بروكسل للمشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي، رفض كرمنليس مطالب المعارضة الاشتراكية بزعامة جورج باباندريو بالاستقالة والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة مجددا التزام حكومته بإعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وفي مسعى منه لاستمالة أصحاب المحال والمصالح التجارية، أعلن كرمنليس تخصيص مساعدات مالية للمتضررين من أعمال الشغب إلى جانب السماح بتأجيل سداد المستحقات الضريبية إلى وقت لاحق والضمان بتوفير رواتب وأجور العمال والموظفين لمدة ثلاثة أشهر قادمة.
المصدر: وكالات