تشهد الدراسات والأبحاث العلمية دائما للمرأة بأنها أكثر حساسية من الرجل تجاه المواقف العاطفية والصدمات النفسية، ولم تقر الدراسات بحدوث حالات حزن واكتئاب فقط لدى المرأة في حالة التعرض لصدمة عاطفية، بل نتائج هذه الصدمة تتجاوز الحزن لتصل إلى تغيرات في الدماغ نفسها، وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة إلى أن ثمة تحولات حقيقة تطرأ على دماغ المرأة، تظهر جلياً في صور الرنين المغناطيسي " MRI "، إذا ما تعرضت لحالة عاطفية عنيفة كفراق الحبيب.
وقد كشف الباحث عارف نجيب، بالمركز الطبي في جامعة توبنجن بألمانيا، في دراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة "American Journal of psychiatry " ، أنه عند مقارنة صور الدماغ لدى إحدى عشر امرأة شاركت في الدراسة، تبين أن أشد التغيرات وضوحاً ظهرت لدى النساء اللواتي بقين يعانين من ألم الفراق، ولم يستطعن تجاوز الاكتئاب الناجم عنه، فقد أوضح الباحثون أنه أثناء الاكتئاب، قد يتعرض الدماغ لمشكلة وظيفية في الدورة الطبيعية لتدبير الحزن، الفراق، والأسى.
وقد أشارت الدراسة إلى صعوبة دراسة الأسى، الذي يتضاءل مع مرور الزمن، رغم أن بعض الدراسات الأخرى حاولت أن تستعيد ذاك الإحساس به، عبر مناشدة بعض المتطوعين أن يتذكروا حوادث أليمة مرت بهم، إذ تبين أن تلك الحالات قد أنتجت ردود فعل أقل شدة، كونها نجمت عن ذكريات الحدث وليس هو بحد ذاته .
ووسط كم كبير من الدراسات التي تبحث في حالة المرأة وقت حدوث الحزن والاكتئاب، خرجت مؤخرا علينا دراسة حديثة تثبت أن الرجال أيضا يتأثرون فسيولوجيا عن طريق الاكتئاب، فقد ذكرت دراسة طبية حديثة أن حالات الاكتئاب والإحباط قد تزيد السكتات الدماغية المسببة للوفاة لدى الرجال.
فقد وجد الباحثون أن الرجال المصابين بأعراض كآبة حادة يتعرضون للوفاة بسبب السكتات الدماغية بنسبة تصل إلى الضعف، وذلك مقارنة بغير المصابين بتلك الأعراض النفسية، مشيرين إلى أن هذه العلاقة بقيت ثابتة حتى بعد أخذ العوامل الأخرى في الاعتبار، مشيرين إلى أنه حتى الرجال المصابين بأقل معدلات من الكآبة قد يتأثرون أيضاً، حيث تزداد مخاطر إصابتهم بالسكتة من 25 % إلى 75 %، غير أن الباحثين لم يحددوا على وجه الدقة ما إذا كان الاكتئاب يسبب السكتة مباشرة، أو أنه يمهد الطريق للإصابة بها.