[center]دافيد هارت
أيت ورياغر، قبيلة من الريف المغربي
خارطة الكتاب
يتضمن فهرس ومحتويات مؤلف "ايت ورياغر، قبيلة من الريف المغربي" تقديم صوت الديمقراطيين المغاربة في هولندا وتقديم فريق المترجمين، إضافة إلى نبذة عن المؤلف، كما يتضمن الترجمة العربية والطبعة الجديدة للكتاب، وفصل خاص معنون ب: امجاظ: نموذج لكيفية تكون سلالة ريفية ونشوء حالة انتقام، فضلا عن إهداء وتقديم بقلم كارلتون س. كون وكلمة شكر ودلالات وأهداف الدراسة وكذا ملاحظات حول منهج الدراسة الميدانية وملاحظات حول كتابة الألفاظ الأمازيغية بالحروف اللاتينية، علاوة على (9) فصول تتناول مختلف المواضيع والظواهر والقضايا موضوع الدراسة، مثل القبيلة المغربية، الأرض والزراعة بايت ورياغر، الأسواق وهجرة اليد العاملة، الملكية وامتلاك الأرض والإرث ونظام الري ، والطقوس الدورية أو دورة الحياة، السحر والشعوذة والمعتقدات والخرافات والغناء والرقص والموسيقى، الاسلام في ايت ورياغر، نظام القرابة، نماذج الزواج السائدة ومفهوم الاسرة، زيادة على لائحة الجداول والرسوم التوضيحية والخرائط والصور الواردة في هذا المؤلف الذي يقع في 364 صفحة.
الفصل الأول : القبيلة المغربية
يتناول الفصل الأول من كتاب "ايت ورياغر، قبيلة من الريف المغربي" لصاحبه الباحث الامريكي دايفيد هارت، التقسيم القبلي بمنطقة الريف والشمال المغربي عموما وبعض الخصائص التي تتميز بها هذه المنطقة من الناحية الطبيعية والبشرية الاقتصادية وكذا بعض مظاهر دينامية المجتمع الريفي.
علاوة على ذلك، يقف المؤلف عند ابرز مرحلة عاشها الريف في تلك الفترة التاريخية والتي تعرف بمرحلى"الريفوبليك" من حيث الظروف الاجتماعية والسياسية القائمة والتحديد الزمني لهذه المرحلة(1880-1921) .
من جانب اخر، وكمدخل منهجي اعتمده هارت، استهل الباحث هذا الفصل بوضع تعريف للقبيلة باعتبارها "مجموعة متماسكة و مستقلة سياسيا و اجتماعيا تعيش أو تطالب بمنطقة محددة خاصة بها"(ص6). كما يقف في نفس الوقت عند تعريف افانس ريتشارد الذي يرد مجموعة من المعايير التي تؤسس لمفهوم القبيلة لدى الانتروبرلوجيين الاجتماعيين.
ومن جملة القضايا التي عالجها هارت ضمن الفصل الاول، ما يتعلق بأسس علم الاجتماع السياسي المغربي،بجانب الدراسات التاريخية حول المغرب، كبلد "كان موحد ا نظريا" قبل مرحلة الحماية تحت قيادة السلطان، ومقسما في الواقع وفق ثلاثة محاور أساسية وهي. محور عربي – أمازيغي، محور حضري- قروي ومحورمخزني - سيبة أو حكومة- تمرد وانشقاق (ص10). بعد ذلك ينتقل هارت الى تقديم ملاحظات عامة حول البنيات القبلية المغربية من حيث الانقسام الذي يقول حوله هارت: "المبدأ الأول في الانقسام يفيد ان كل قبيلة سواء كانت تحمل اسما مزعوما لجد مشترك أو مكان مفترض لأصلها أو لأي نوع من الأسماء فهي تقسم أو تجزأ الى مجموعة من القسمات(sections) التي نادرا ما يتجاوز عددها خمس في المغرب مثلا. وتجزأ كل قسيمة الى قسمان صغرى(subsections) ثم تجزأ هذه الأخيرة الى سلالات كبرى ثم الى سلالات صغرى ثم أصغر منها الى أن نصل الى مستوى العائلة النووية المكونة من الأب والأم والأبناء غير المتزوجين، وأهم نقطة بالنسبة للانساق الانقسامية للقبيلة المغربية هي أنها تشمل على كل هذه الوحدات، كل واحدة منها متضمنة في الثانية في المستوى الذي يليها، وكلما كبرت الوحدة الا وتعذر تتبع شجرة النسب بها إلى أن تصل إلى المستوى الأعلى الذي يكون فيه عامل النسب غير قابل للتطبيق وغير ذي أهمية" (ص14/15).
واضح أن دايفيد هارت يحاول هنا التطرق الى مجموعة من مظاهر ومعايير الأطروحة أو النظرية الانقسامية التي اعتمدها كمنهج لتحليل بنية قبلية ايت ورياغر على مستوى تكون وانقسام السلالات، أما من حيث الأنظمة الاقتصادية والسياسية للقبيلة، فيذكر هارت مايلي: لكل قبيلة اسم ومجال خاص بها، ولكل قسمة ضمن القبيلة حصتها من هذا المجال، هكذا يصبح النظام العام للملكية القبلية للأرض في الواقع هو النسق الانقسامي ذاته الذي يتجلى من خلال تطور شجرة النسب زمنيا ويتضح على الأرض مكانيا، ولهذا المبدأ أهمية كبيرة لفهم تعقيدات البنية الاجتماعية والمجالية لايت ورياغر"(ص16).
ومن مميزات النظام الاقتصادي القائم لدى اغلب القبائل، كونها قبائل مستقرة تعتمد على الزراعة مقابل بعض القبائل الأخرى التي تعتمد على الانتاج(transhumance) او الترحال، اضافة الى خاصية اخرى يتميز بها النظام القبلي في جميع أنحاء المغرب وتتمثل في تواجد سوق أسبوعي، الذي يعد يوما للتبادل التجاري وفرصة للتواصل الاجتماعي ويوم سلم بامتياز.
أما من جانب مميزات النظام السياسي القائم داخل بنية القبيلة المغربية، فيذكر المؤلف الأمريكي تواجد شرفاء يعيشون ضمن القبائل ويتمثل دورهم في التحكيم لحل النزاعات داخل وخارج القبيلة، وكذا وجود نظام للمجالس التمثيلية بالنسبة لأكبر المستويات الانقسامية بالمناطق الأمازيغية او ما يسميه هارت ب "أنظمة منظمة دون زعامة" خصوصا في السياق السياسي بالريف الأوسط، إضافة الى توزيع السلطة السياسية والعمل على لا تمركزها بكل المناطق التي تتواجد بها القبائل المستقرة وفق نظام "التناوب والانتخاب المتبادل" كما يسميه كيلنر، مع وجود قانون عرفي يؤطر العلاقات الاجتماعية وتشريع خاص بالقتل والسرقة...
ويختم دايفيد هارت هدا الفصل بالحديث عن طبيعة المجتمع القبلي بالمغرب خلال مرحلة الحماية وكذا بعد الاستقلال، لا سيما التغيرات التي طرأت على المجتمع ونمط حياة وعيش السكان بفعل دخول المستعمر وإتباعه لسياسة استعمارية معنية، وايضا يشير هارت الى ما لحق بنية القبلية المغربية كنتيجة موضوعية للمخاضات التي عاشها المغرب ابان هذه الفترة والتي تميزت باندلاع انتفاضات وثورات بكل من الجنوب الشرقي(1957) ووسط الأطلس (1958) والريف 1958-1959).
ورغم ما سبق ، فان الباحث الامريكي يقر بكون "القبلية لازال لها تأثير على الحكومية المركزية حتى في وقتنا هذا، وهذا ما ينطق على القبيلة الأمازيغية"(ص 22)، كما يناقش هارت ضمن خاتمة هذا الفصل ما يتعلق بعلاقة القبيلة والدولة والاسلام، هذا الأخير الذي يعتبر في الدول الاسلامية "القاسم الثقافي المشترك الأدنى وفي نفس الوقت الأكثر أهمية" على حد قول صاحب اطروحة" ايت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي".
الفصل الثاني : الأرض والزراعة بأيث ورياغر
يستهل هارت هذا الفصل بالحديث عن معطيات و إحصائيات حول سكان الريف الأوسط التي ترسم فكرة واضحة عن المعطيات الديمغرافية لقبيلة ايت ورياغر، معززا ذلك بجداول وأرقام وإحصائيات تتعلق بالإحصاء الاسباني لسنة 1929و1938 والإحصاء الفرنسي لسنة 1939 والإحصاء المغربي لسنة 1960، وهي أرقام تعطي فكرة عن مستوى النمو الديمغرافي والكثافة السكانية الخاصة بقبائل ايث ورياغل وتمسمان وايت توزين وايت عمارت وابقوين، الأمر الذي جعل هارت يقول: "ان عدد سكان هذه القبيلة كبير جدا، إن لم نقل انها أكبر قبيلة في الشمال المغربي اذا اخذنا بعين الاعتبار كونها كتلة قبلية واحدة، غير ان نسبة الكثافة السكانية بها تبقى خارقة، وما يجعلها مذهلة حقا ليس كونها الأعلى حاليا في العالم القروي بالمغرب فحسب، بل باستثناء القبايل بالجزائر- هي الأقوى على صعيد بوادي شمال إفريقيا كلها" (ص31).
ومن جملة الأمور الأخرى التي يتحدث عنها هارت ضمن هذا الفصل الثاني، مجموع السمات الجغرافية والطبوغرافية التي تتمثل في وجود سلسلة جبال الريف على شكل وحدة متكاملة حديثة التكوين تميزها التعرية ومعدل سنوي أكبر من حيث التساقطات المطرية.
أما من ناحية التعريف الوارد في هذا الكتاب حول الريف، فهو اعتباره الجزء الجبلي الشرقي الذي يقع غرب المنطقة المنبسطة والمفتوحة نسبيا بين ميضار ومليلية، اذ تحدها تركيست غربا وميضار شرقا والحسيمة والبحر الأبيض المتوسط شمالا وأكنول جنوبا"(ص32).
ومن جهة أخرى، قام الباحث ضمن الفصل بوصف وجيز للجبال وجرد للمعطيات الهيديروغرافية وكلها خصائص تجعل الريف مرتبط جغرافيا بالبحر المتوسط ويعرف سيادة مناخ متوسطي، كما تناول هارت أيضا ما يتعلق بالثروة المعدنية خاصة الحديد الذي كان يشكل نسبة 63% من مجموع الموارد المعدنية في شمال المغرب خلال فترة الحماية الاسبانية، علاوة على الثروة النباتية الحيوانية والتي تتميز بالتنوع الكبير فيما يخص النباتات والغطاء الغابوي خاصة بالفسوح الشمالية في حين يتميز الوحش بالريف بسهولة الجرد والتصنيف.
بعد ذلك ينتقل هارت الى القاء نظرة عامة حول الزراعة بالريف بنوعيها المسقي والبوري، كأساس للمقومات الاقتصادية في الحياة الريفية الى جانب تربية المواشي.
اضافة الى ذلك، يتحدث هارت عن أنواع المنازل وطرق البناء من حيث أدوات الاستعمال واحجام المنازل ومكوناتها وبعض المرافق الخارجية وكذا الاثاث المنزلي والأواني وادوات فلاحية كلاسيكية أخرى، علاوة النظام الغذائي لدى ايت ورياغر الموزع بين ثلاث وجبات فقيرة وهزيلة، وهي الفطور والغذاء والعشاء، بجانب ذلك يتحدث هارت عن تقسيم العمل حسب الجنس، كواقع اجتماعي ذي أهمية قصوى في منطقة الريف،
أما أهم عمل بارز قام به دايفيد هارت لتعزيز معطيات متن كتابه، هو تقديمه لصورة نادرة وجد معبرة عن واقع وحياة مجتمع الريف الاوسط، وهي صور تهم مختلف أنماط و مظاهر العيش.
و من جملة ما تتطرق اليه الباحث أمريكي ضمن هذا الفصل، ما يتعلق بالأرض والزراعة بالريف والدورة الزراعية السنوية التي تخضع لتقسيم الفصول الأربعة وكذا العامل الرئيسي الذي يجدد طبيعة العمل وهو المطر( أنزار)، اضافة الى حديثه عن التقويم الزراعي السنوي وما يرتبط به من أنشطة مثل عملية الحرث وغرس الأشجار والحصاد وجني الخضروات واللوز والعنب...
كما يتوقف هارت عند العلاقات التعاقدية والتعاونية في مجال الزراعة وتربية الماشية، ومن نماذج هذه العلاقات التعاقدية نظام "أخماس" و"اذورن" و"ثاويزا" ونماذج أخرى من "المؤسسات الاقتصادية غير التعاقدية التي تؤكد على أهمية التعاون والتعاقد في الحياة اليومية لآيت ورياغر"(ص76). الى جانب أنشطة تكميلية ثانوية أخرى مثل القنص والصيد البري وبعض المهن والحروف التي كانت تتم مزاولتها مثل الصناعة التقليدية والخياطة والتجارة والبناء ، وهو ما يعززها هارت بجداول وأرقام تعكس هذه الوضعية.
إضافة إلى ما سبق، يعالج الأنتروبولوجي هارت ما يتعلق بالدخل السنوي للفرد ونظام الدين ويتبين من مجموعة الاحصائيات التي تضمنها الكتاب "ان الورياغليين بشكل عام ليسوا فقراء فحسب، بل يعيشون أيضا بشكل تفوق فيه التكاليف مداخيلهم، مما يضطرهم الى الاقتراض باستمرار"(ص87).
الفصل الثالث : الأسواق وهجرة اليد العاملة
يستهل هارت هذا الفصل بالحديث عن توفر كل القبائل المغربية تقريبا على أسواق أسبوعية تؤدي وظائف عديدة في الحياة القبلية باعتبارها مركزا لهذه القبائل على المستوى الاقتصادي والتواصلي والاجتماعي والسياسي.
بعد ذلك ينتقل الكاتب الى الحديث عن الأسواق المحلية والقبلية في ايت ورياغر التي تعتبر أكبر مجموعة قبلية في شمال المغرب تتوفر على أسواق تفوق في عددها مثيلاتها من القبائل، كما يقف هارت عند ما يرتبط بهذه الاسواق من اختلافات وكذا نوعيتها وحجم روحها. واضافة الى مشاهد اخرى تطبع حياة السوق القبلي بمختلف مناطق ايت ورياغر.
ومن القضايا التي يقف عندها صاحب اطروحة "ايت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي"، ظاهرة الأسواق النسائية كظاهرة خاصة موجودة ومؤسسة ينفرد بها الريف منذ القدم، وهي ظاهرة يعتبرها دايفيد هارت ترتبط بالقانون العرفي الريفي كعامل أساسي أدى الى ظهور هذه الاسواق.
أما المحور الثاني من هذا الفصل فيخصصه هارت للهجرة العمالية الموسمية الى غرب الجزائر التي يحدد تاريخ بدايتها في سنة 1880، أي بعد دخول فرنسا الى الجزائر. وقد استمرت هذه الهجرة الى غاية توقفها الفجائي سنة 1962. كما يقف عند الدوافع الاقتصادية التي أدت الى هذه الهجرة ومنها أساسا" الاكتظاظ السكاني بالريف ومانتج عنه من انعدام للتوازن بين السكان من جهة ونسبة الأراضي الصالحة للزراعة من جهة أخرى. أما ثاني عامل فهو تقلب الاقتصاد الفلاحي الريفي. وثالث هذه العوامل هو انعدام التوازن بين مجموعة قوة العمل الموجودة بالريف من جهة وفرص الشغل المتوفرة في هذه المنطقة"(114).
كما يقف هارت عند بعض الخصائص التي تميز هذه الهجرة والمناطق التي يقصدها العمال المهاجرون من أبناء الريف وكذا نظام الأجور ومداخل ومصاريف السنة للمهاجرين بالجزائر( نموذج موسم 1952-1953)و(1954-1955).
واذا كانت هذه الهجرة قد تأثر مسارها مع نهاية الخمسينات بعدة ظروف سياسية وعسكرية، فانها اتخذت منحى اخر مع بداية الستينات، وبالضبط نحو أوربا الغربية كوجهة جديدة للهجرة العالمية الريفية خاصة دول ألمانيا وفرنسا وهولندا... أمام الأجور الجيدة التي بدا يحصل عليها العمال وقد وصل عدد المهاجرون من اقليم الحسيمة سنة 1966 الى 2100 من مجموع الساكنة المحلية ، في حين وصل نفس العدد من اقليم الناظور خلال نفس السنة الى 20300 فرد.
وعموما فهذا الفصل يحمل اضاءات هامة حول حركة ومسار الهجرة العالمية الريفية كظاهرة اجتماعية وسمت تاريخ المنطقة خلال هذه المرحلة.
الفصل الرابع : الملكية وامتلاك الأراضي والارث ونظام الري
يتناول هذا الفصل أنواع وأنظمة الملكية وبعض المفاهيم المرتبطة بها وبامتلاك الأراضي على وجه الخصوص. ويتحدث هارت عن ذلك قائلا. "يصنف امتلاك الأراضي أوالعقار في منطقة ايت ورياغر، كما هو الأمر في باقي مناطق المغرب والعالم الاسلامي، الى ثلاثة أنواع أساسية تقليدية. وهذه الأنواع هي: أولا "رمرك" أي الأملاك والأراضي الخاصة، وثانيا "رمشوع" أي الأراضي الجماعية المستعملة عادة كمراعي وهي في ملكية الجماعة، ثالثا "رحبوس" أي أراضي الأحباس الموقوفة للمساجد كعمل خيري من طرف المحسنين"(ص127).
علاوة على نوع رابع وهو"رحورم" وهو مجموع الأراضي المحيطة بالمساجد ومقابر الأولياء والصلحاء.
ثم بعد ذلك يتحدث الكاتب عن الارث وانتقال ملكية الأراضي أو مايسمى ب "روارث". وسيتعرض هارت العديد من الأحكام المتعلقة بالتعامل مع الحالات العادية و الخاصة في الارث. و ينتقل بعد ذلك الى الحديث عن المبادئ الأساسية التي تتحكم في نظام السقي وعملية توزيع المياه في ايت ورياغر والتي حددها في أربعة مبادئ وهي : تقسيم المياه حسب تقسيم الأرض نفسها، تقسيم المياه حسب الأولويات، ملكية الأنهار جماعية، حق الأسبقية للساكنين بجوار المنابع الكبرى لمجاري المياه على القاطنين قرب الجهة السفلى لنفس المجاري. كما تطرق الكاتب الى مجموعة من القواعد المنطقة لملكية الأرض والمياه المرتبطة بها بين مجموعة من العائلات والسلالات، وكما يعزز ذلك برسوم توضيحية الرئيسية المتفرعة عن كل من واد عيس وواد النكور .
الفصل الخامس : الطقوس الدورية في ايت ورياغر أو دورة الحياة
يتناول هذا الفصل العديد من الطقوس الدورية في الريف الأوسط، مثل طقوس الولادة والعقيقة والختان والزواج والوفاة وكذا أنواع الألعاب السائدة بهذه المنطقة. وكذا التمييز بين الرجل والمراة وموقف الورياغليين من الجنس كأهم المواضيع الثقافية في منطقة الريف التي تثير العديد من التساؤلات. علاوة على الطقوس المصاحبة للزواج وتربية الأطفال وأمور الطلاق والترمل والزواج ثانية وعملية الدفن وكل ما يربط بدورة الحياة لدى مجتمع ايت ورياغر الذي تتميز داخله الحياة الاجتماعية بالقوة وشدة الارتباط، وتأخذ فيه كل هذه الطقوس المصاحبة لمختلف مظاهر دورة الحياة عدة دلالات ثقافية وحضارات، خصوصية وكونية.
الفصل السادس : السحر والشعوذة، المعتقدات والخرافات
يعرض هارت في هذا الفصل لبعض الأمثلة عن الممارسات السحرية وحالات استعمال التعاويذ والحجاب والاصابة بالجن والكائنات الروحية الأخرى، مثل (ذامز)-(ذاسارذ ون امطران)-(ادوجار).. وكذا لتفسير الأحلام في ايث ورياغر( ذيرجا) ثم الحديث عن الانتروبولوجيا الطبية التي تشمل مجموعة كبيرة من الأمراض وطرق علاجها.
ومن جملة ما يتناوله دايفيد هارت ضمن هذا الفصل، الخرافات والأساطير والحكايات الشعبية التي صنفها هارت الى ثلاثة أنواع، وهي: أولا تلك المرتبطة بشخصيات من العهد القديم، ثانيا الحكايات التي تروى على لسان الحيوانات، أما الثالثة فتتعلق بأشخاص افتراضيين متخيلين عموما.
ومن الأمور الأخرى التي يتضمنها هذا الفصل، ما يرتبط بالدور الثقافي ل "رالابويا" والشعر والموسيقى والرقص، وتعتبر"رالابويا" هذه اللازمة المشهورة والأبيات المقفاة المرافقة لها ( ازران)، احدى أكثر القيم الريفية استمرارية. انها أكثر من مجرد سمة ثقافية ، فهي تقليد اجتماعي يحمل طابعا مؤسسيا. ويمكن القول دون مغالاة ان أية قبيلة لا تغني بها "رالابويا" لا تعتبر ريفية حقا"(ص247).
الفصل السابع : الاسلام في منطقة ايت ورياغر
يستهل هارت هذا الفصل بالحديث عن أركان الاسلام الخمس والأعياد والاحتفالات الدينية وغير الدينية بآيت ورياغل، ( فوس أوسكاس) و( أرعنصات) ومايرافقها من طقوس. كما يتحدث في هذا الفصل عن المساجد والتعليم التقليدي ومختلف مراحل التعليم واكتساب العلوم الدينية والشرعية. كما يتطرق الانتروبولوجي هارت الى الشرفاء وظاهرة تبجيل الأولياء بايث ورياغر( امرابظن) وكذا وقدرات الصلحاء المحليين وأضرحة الأولياء الموجودين بقبيلة ايث ورياغل، اضافة الى الطرق الدينية حيث ركز عن الزاوية الطريقة الدرقاوية ويختم هارت هذا الفصل قائلا: "لقد انتشر الاسلام في الريف في مرحلة مبكرة جدا وسرعان ما انغرس في هذا المجتمع الأمازيغي وحظي بقبول كامل من طرف أعضائه الى درجة أصبح معها أي تلميح الى وثنية الأمازيغيين في هذه المنطقة، وربما أكثر من أي منطقة أخرى هو نسيج من وحي الخيال"(ص299).
الفصل الثامن : نظام القرابة في ايث ورياغر
يشتمل هذا الفصل على العديد من العناصر التي تؤسس لنظام القرابة في قبيلة ايث ورياغر وذلك وفق تحليل تاريخي وبنيوي وظيفي قام به هارت. كما قدم هذا الأخير لائحة مصطلحات القرابة المستعملة مثل ( بابا- يما- أياو- يدجي...). كما تناول الكاتب أنماط السلوك والتصرف تجاه الأقارب،" أي الحديث عن النموذج المثالي الذي يفترض أن يطبع علاقة هؤلاء وماهو موجود بالفعل في الواقع وهذا على مستوى الفئات الثلاث أي الأقارب من ناحية الأب ومن ناحية الأم وعبر الزواج أكان ذلك تجاه بعضهم البعض أو ازاء غير الأقارب"(ص 318). كما يعزز الباحث الأمريكي دايفيد هارت هذا التحليل بخططات حول نظام ومصطلحات القرابة المتداولة والمستعملة بهذه المنطقة.
منقول[/center]