الفصل التاسع : نماذج الزواج السائدة ومفهوم الأسرة
يعتبر موضوع نماذج الزواج السائدة بالريف ومفهوم الأسرة ، من المواضيع الأساسية التي كانت موضوع دراسة العلامة دايفيد هارت من خلال كتابه "ايث ورياغر، قبيلة من الريف المغربي". ويستهل الكاتب هذا الفصل بتناول تنوع نماذج الزواج، حيث يؤكد هارت على أنه لا يوجد نموذج مثالي مفصل للزواج بأيث ورياغر، ومن ضمن القضايا التي يناقشها هارت ، وضعية المرأة المتزوجة خارج سلالتها واكتفاء الغالبية العظمى من الورياغليين بزوجة واحدة. كما يقدم هارت ضمن هذا الفصل ملاحظات حول نموذج الزواج الداخلي بين أعضاء السلالة الواحدة. ثم الزواج خارج السلالة الواحدة. ثم النموذج الثالث المتعلق بالزواج خارج السلالة وداخل القبيلة. ثم النوع الرابع أي الزواج خارج القبيلة كما يقدم هارت أرقاما وجداول في غاية الاهمية.
وينتقل بعد ذلك الكاتب الى الحديث عن النوبث والنسب التكميلي التي يعتبرها هارت تكتسي أهمية كبيرة من حيث دلالتها القاموسية عند ايث ورياغر وهي بمثابة الاسرة الأولية وأصغر وحدة اجتماعية لا تقبل الاختزال، كما يعالج الكتاب أنواع الأسر في ايث ورياغر والتي حددها في تسعة أنواع. ويختم هذا الفصل بخاتمة حول أصل ونسب الأفراد وأماكن اقامتهم والقواعد المنظمة لأماكن هذه الاقامة.
خاتمة :
اذا كانت اطروحة الباحث الأمريكي دايفيد هارت من أبرز الدراسات الاجتماعية والانسانية حول الريف ومختلف بنياته السياسية والاقتصادية والسوسيو ثقافية، فهل استطاعت اذن، هذه الدراسة بمداخلها الانتروبولوجية والاثنوغرافية أن تنفذ الى عمق مجتمع الريف؟ وهل استطاع دايفيدهارت ان يلامس مختلف جوانب الحياة العامة للريفيين؟ و كيف يمكن أن نعتبر الخلاصات التي انتهى اليها صاحب أطروحة "ايث ورياغر، قبيلة من الريف المغربي"؟.
مهما يكن فان هذا العمل يعد مرجعا أساسيا وانجازا علميا وأكاديما لا يقل وزنه عن وزن صاحبه، لكن في نفس الوقت يبقى مشروعا مفتوحا على ما ينبغي أن تقدمه دراسات أخرى وجديدة من خلاصات ومضامين. فهل هو دور الدراسات السوسيولوجية؟.
لقد سبق للعلامة بول باسكون صاحب "دار ابليغ" ومؤسس علم الاجتماع القروي وصاحب العديد من الأعمال الأخرى أن قال: "ينبغي اثبات كرامة السيوسيولوجيا" ، فهل هو قدر أن تقترن الدراسات والأطروحات الاجتماعية والانسانية بالأجانب؟ وهل من الضروري أن نظل دوما حبيسي النظرة الضيقة تجاه مايسمى بالدراسات الكولونيالية؟.
منقول